تنمية المهارات الذهنية هي أحد أهم الأدوات التي يجب أن يحرص عليها كل شخص، فالتطوير المستمر للذات وتنمية المهارات الذهنية هم أسلحة الشخص الواعي الذي يسعى لتحقيق النجاح.
نشرت أحدى الصفحات على موقع فيسبوك منذ يومين صورة للعالم فاروق الباز وهو يقول أبلغ من العمر 82 عام ومازالت أدرس، الحقيقة أن التعليقات على تلك الصورة والتصريح كانت مؤسفة وصادمة، فهذا الرجل العالم أدرك أن الدراسة والاستذكار هم طريقته في تنمية المهارات الذهنية والتطور في عمله، أما أغلب الشباب من المعلقين اتخذوا هذا التصريح بسخرية ولم يفهموا أهمية أو ضرورة فكرة تنمية المهارات الذهنية.
كلنا نحتاج إلى تنمية مهاراتنا، فالمهارات الذهنية للقائد أو المهارات الذهنية للطلاب أو المهارت الذهنية لأي شخص في أي مجال هي سر النجاح والتفوق. لذا إن أردت أن تكون طالب ناجح، أو تربي طفل ناجح، أو أن تكون قائد، طبيب، ضابط، أو حتى كاتب ناجح عليك أن تفكر في مهاراتك، وأن تجد السبيل لتنمية المهارات الذهنية لديك، اعتبر أن الأمر مسألة حياة أو موت، فالتطور والنجاح حياة، أما الفشل والكسل والجمود هم الموت بعينه.
تنمية المهارات الذهنية من خلال 9 أمور أساسية
أولًا: كن إيجابي
لكي تحقق أي أمر في حياتك لابد أن تكون إيجابي ومستعد تمامًا له، فكما قال الحديث الشريف” تفاءلوا بالخير تجدوه” وهذا الحديث بمثابة وصية نبوية ووصفة سحرية للنجاح، حتى أشهر علماء النفس وعلماء التنمية البشرية يخبرونك أن الإيجابية في التعاطي مع الأمور هي سر الوصول إلى الأحلام وتحقيقها، وهناك بعض الباحثين في التنمية البشرية يخبروننا أننا حين نتخيل أنفسنا حققنا الهدف بالفعل يبدأ العقل في رسم الخطط من أجل الوصول إلى هذا الهدف بأسرع وقت.
كل هذا يعلمنا أن التفاؤل والإيجابية هي أمور أساسية في تنمية المهارات الذهنية. فلا تتخلى عن إيجابيتك وتذكر أن السعادة في الرحلة.
ثانيًا: كن ممتنًا
كلنا نعاني من المشكلات والصعوبات ولكن أمام كل هذه المشكلات والصعوبات هناك نعم وأمور جميلة في الحياة تستحق أن نعيشها وأن نستمتع بها، لذا كل
مرة تجد نفسك تعاني من الحزن، اليأس، الاكتئاب، قم بتدوين قائمة الامتنان الخاصة بك، دون فيها كل النعم التي تتذكرها، وكل المواقف الصعبة التي وضعت فيها وخرجت منها بسلام دون خسائر، وتأكد أنك كل مرة ستجد أمور تدهشك وتشعرك بعظمة ورحمة الله وجمال الحياة التي تحياها رغم الصعوبات.
هذا التمرين هام للغاية في تنمية المهارات العقلية، وقد تعاني من الصعوبة في المرات الأولى، ولكن بالتكرار والمحاولة ستصل، وستدون أمور لم تكن لتفكر فيها من قبل أو تتذكرها. يعد هذا التمرين من أفضل الأمور التي تساعد في تنمية مهاراتك العقلية وتدريب عقلك ونفسك شكل مستمر على تذكر الأمور الجيدة الجميلة حتى في أصعب الأوقات.
ثالثًا: ركز انتباهك
أعلم جيدًا أن العالم يسير بسرعة كبيرة من حولنا، وهو ما يدفعنا إلى القيام بالعديد من الأمور في نفس الوقت، وللأسف هذا الأسلوب غالبًا ما يكون سبب للفشل، حيث أن التركيز على العديد من الأمور يحرمك من إتقانها كلها، وبالتالي تقوم بها كلها بشكل متوسط أقرب إلى السيء، ولكن حين تركز كل تفكيرك على أمر واحد لابد أن تتقنه وأن تخرجه بأفضل شكل، والتركيز على أمر واحد يعد من أهم المهارات الذهنية للقائد، وكذلك من أهم المهارات الذهنية للطلاب، حيث أن هذا التركيز يدفع القائد لحل المشكلات بشكل نهائي، ويساعد الطالب على التحصيل بشكل أفضل كثيرًا,
رابعًا: الرياضة
قد يبدو الأمر بعيدًا عن المهارات الذهنية، ولكن الرياضة من أفضل الأنشطة التي يمكن أن نمارسها لنتخلص من التوتر والقلق، بل وتفرز الرياضة أيضًا هرمونات السعادة، وبالتالي حين تمارس الرياضة ستجد ذهنك أصفى وحالتك المزاجية أفضل، مما يعني أنك ستقد إنتاجية أفضل.
خامسًا: الطعام الصحي
نعم الطعام الصحي يساعدك لكي تمتلك مهارات عقلية و تنمية المهارات الذهنية أفضل، فالطعام الصحي يفيد جسدك كله، وعقلك جزء من هذا الجسد، وبالتالي إن اهتممت بتناول الطعام الصحي المتوازن ستجد آداء جسدي وعقلي أفضل كثيرًا، وهذا الأمر هو السر وراء إصرار الكثير من الأمهات على تقديم وجبات السمك أثناء فترات الاختبارات لأطفالهن من أجل تحفيز قدراتهم والمهارات العقلية والمهارات الذهنية لديهم.
سادسًا: الرفقة
من الأمور التي قد تكون سر في تغير حياتم 180 درجة هي الرفقة، فالرفقة السيئة الفاشلة السلبية ستجعلك مثلها لا محالة، أما إن أحطت نفسك بمجموعة من الناجحين الإيجابيين ستكون أيضًا مثلهم، شخص ناجح وإيجابي، وصاحب مهارات ذهنية جيدة، حيث أن كل شئ معهم سيكون أفضل ويحفزك لتكون أفضل وأنجح.
سابعًا: تعلم شئ جديد
من المهم أن يحاول كل إنسان أن يتعلم شئ جديد كل فترة، فالإنسان لا يمكن له أن يتطور إلا بتعلم أمور جديدة، مهما كانت خبرتك في عملك، ودرجاتك وتحصيلك في سنوات الدراسة، لابد أن تسعى كل فترة لكي تطور من نفسك ومن آداءك فيما تقوم به، فكما قلنا سابقًا يسير العالم من حولنا بسرعة كبيرة ويتطور كل شئ بسرعة كبيرة، وإن أردنا أن نواكب هذا التطور لابد أن نتعلم أمور جديدة.
ثامنًا: استرح
الراحة في كثير من الأوقات هي السبيل الوحيد للاستمرار، فكل يوم يأتي بضغوطات جديدة، تحديات مختلفة، صعوبات أكبر من اليوم السابق، ولكي نستمر في حربنا
اليومية هذه لابد أن نسترح، نأخذ إجازة، نبتعد عن كل التوتر والقلق، نرى معالم طبيعية جميلة، أو حتى نقضي يومنا ممددين في السرير، المهم أن نسترح، بالشكل الذي يسعدنا ويمنحنا الفرصة لتجديد الطاقة لنحاول مجددًا كل يوم.
تاسعًا: وقت النوم
أثبتت العديد من الدراسات أن حرمان الجسم من النوم يؤدي إلى أضرار كبيرة في الحالة المزاجية وتقلبها بشكل عنيف، وترتبط الحالة المزاجية بشكل مباشر بالإنتاجية، لذا إن أردت أن تحقق إنتاجية كبيرة، وأن تمتلك مهارات ذهنية واعية، أو أن تسير في طريقة تنمية المهارات الذهنية عليك أن تذهب إلى سريرك كل يوم في موعد ثابت وأن تحصل على نوم كافي ما بين 7 إلى 8 ساعات، يجب أن تطفئ جميع الشاشات في هذا الوقت وأن تسترخي تمامًا وأن تبتعد عن المشروبات الغنية بالكافيين أو مشروبات الطاقة، لكي تنعم بنوم عميق. إن كنت تعاني من صعوبات النوم إليك هذا المقطع:
فالنوم الجيد سيشحن طاقتك ليوم جديد ومحاولات جديدة وعمل جديد يمكنك أن تبدع فيه.
أخيرًا تنمية المهارات العقلية وتنمية المهارات الذهنية يجب أن يكون شغلك الشاغل، وأن تبتعد عن المشتتات والأشخاص والأمور التي يمكنها أن تستنزف طاقتك وطاقة عقلك، أنت أولى بكل ذرة طاقة تمتلكها لتستثمرها في تطوير مهاراتك وتحسين آداءك وتحقيق أهدافك.