المهارات الذهنية تعتبر واحدة من أهم الاحتياجات الحديثة لإدارة الأعمال، والتي يؤكد العاملون في مجال إدارة الأعمال أنها عنصر أساسي لتحقيق زيادة الإنتاجية سواء في الأجهزة الحكومية أو في المؤسسات الخاصة، حيث أن المهارات الذهنية في مجال إدارة الأعمال هي مجمل الجهود التي يتم بذلها من أجل قياس وزيادة القدرة على استخدام وكذلك تطوير الثروات الفكرية والثروات البشرية. وبالطبع يحاول موقعنا” تطلعات” أن يشرح أهمية الأمر ببساطة لكي يكون له إسهامه الخاص في تحسين وتطوير الآداء في مختلف أنواع المؤسسات.
المهارات الذهنية ورأس المال الفكري
يعتبر البعض أن إطلاق لقب رأس المال الفكري هو نوع من المغالاة، ولكن أثبتت الدراسات والتجارب أن بالفعل العنصر البشري هو أهم وأقوى العوامل التي تمتلكها مختلف الأجهزة سواء الحكومية والخاصة، وأن رأس المال الفكري هو السبيل الوحيد الذي يجعل هذه المؤسسات قادرة على التعاطي مع مشكلاتها خاصة مشكلات التمويل والموارد.
سبل تطوير المهارات الذهنية للعمال البشرية
يجب أن تسعى كل مؤسسة إلى تطوير عقول العاملين فيها، وذلك لكي يتحولوا من مجرد عاملين يقومون بأدوارهم المحددة برتابة وروتين إلى مبدعين، مبدعين قادرين على حل أي مشكلة والتعامل مع أي موقف وأي وضع قد توضع في المؤسسة مهما كان صعبًا.
وسبل تطوير المهارات الذهنية هي:
1.التعليم
مهما بلغ الموظف أو العامل من العمر والخبرة فلابد له أن يستمر في مشوار التعليم والتعلم، لا يوجد سن يمكننا أن نقول فيه توقفوا عن التعلم، فالتعلم مهمة مستمرة باستمرار الحياة، بالتالي يجب أن تحرص الشركات على تعليم العاملين والموظفين فيها، من أجل إكسابهم المزيد من الخبرات والمهارات، فعلى المؤسسة أن تبحث عن المجالات التي يمكنها أن تقدمها للعاملين فيها ليتعلموها ويتقنوها ليعود عليها النفع مرة أخرى.
2.برامج التدريب
الدورات التعليمية النظرية مهما كانت قوية وتضم معلومات عظيمة لا يمكن أبدًا أن تكون بديلًا عن التدريب العملي، وبالتالي تعتبر برامج التدريب واحدة من أفضل استراتيجيات تطوير المهارات الذهنية، وذلك لأن المتدرب هنا يصبح واقعًا في الموقف ويجرب بنفسه، وبالتالي لابد أن يتعلم أكثر ويكتسب خبرة أكبر.
3.الترفيه
بالطبع أغلب الشركات تميل إلى استغلال كل قطرة وقت وجهد لدى العاملين والموظفين فيها، وبالتالي تهمل تمامًا الجوانب الترفيهية والاجتماعية، وهو ما يجعل العامل أو الموظف مهما كانت درجة تعلقه بالعمل أو بالمؤسسة يفقد حماسه بمرور الوقت، لأنه لا يجد الدافع، ولا يجد الاهتمام من الإدارة وبالتالي يتحول من كتلة حماس إلى مجرد شخص يقوم بالحد الأدنى من واجبه كي لا يتم مجازاته والخصم له.
4.المشاركة
من أهم الاستراتيجيات التي تستخدم في تطوير المهارات الذهنية هي فكرة المشاركة، مشاركة الإدارة العليا للمستويات الدنيا في عملية اتخاذ القرار ووضع الأهداف يجعل الموظفين والعاملين يشعرون بأن هذا المكان يخصهم ويريدون أن يحققوا فيه أفضل مستوى من الآداء وبالتالي يطورون هم من أنفسهم.
إجراءات قاسية
قد تتطلب عملية تطوير المهارات الذهنية إلى بعض الإجراءات القاسية، ولكن بالطبع لا يمكن التطور دون الجهد والألم فكما تقول الحكمة:
No pain No gain هكذا هي عملية تطوير المهارات الذهنية في المؤسسات، وذلكلأن الأمر يتم على ثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى : الاختبار والتقييم
وفي هذه المرحلة يوضع العاملين والموظفين تحت الاختبار والمراقبة، يتم تعريضهم لعدد من المواقف الصعبة أو الاختبارات السرية ومتابعة ردود أفعالهم، أو كيفية تصرفهم في الأمر، ومن هنا يمكن تحديد الموظفين أو العاملين الذين يمتلكون الاستعداد لعملية التطوير من الموظفين الذين لا يمكن لهم أن يكونوا جزء من هذه العملية.
المرحلة الثانية: الإحلال والتوظيف الانتقائي
هذه المرحلة هي أكثر المراحل قسوة، وذلك لأن هذه المرحلة تستدعي أن تقوم الإدارة بالاستغناء عن الأفراد الذين لن يتمكنوا من أن يكونوا ضمن البرنامج التطويري- لا يمكنهم التكيف مع المتغيرات، لا يمكنهم اكتساب مهارات أو خبرات جديدة-.
يفضل أن يتم هنا توظيف عدد من العاملين والموظفين بدلًا من الذين تم الاستغناء عنهم، ويفضل أن تكون عملية الانتقاء والاختيار هنا دقيقة، وذلك لأن الاختيار يجب أن يضمن أن يكون هؤلاء الأشخاص الجدد قادرين على الاندماج بمرونة مع البرنامج الخاص بتطوير المهارات الذهنية، ويتوقع منهم أن يقدمون آداء أفضل ويساعد في زيادة إنتاجية المؤسسة.
المرحلة الثالثة : التطوير
وفي هذه المرحلة يتم تقسم العاملين إلى مجموعات والتعامل مع كل مجموعة على حدا، سواء من خلال التعليم، أو البرامج التدريبية، أو الاهتمام بالجوانب الترفيهية والاجتماعية أو أخيرًا المشاركة مع الإدارة.
حتى بعد الانتهاء من مرحلة التطوير يجب أن يعاد التقييم مرة أخرى، من أجل تحديد أي الأشخاص سيستمرون وأيهم لا يمكنه أن يقدم أي شئ في مكانه.
بالطبع تعتبر أغلب المؤسسات والمصالح أن هذه العملية صعبة ومكلفة، بالطبع هي كذلك ولكن الحكمة هنا بالنتائج التي ستعود على المكان من وراء هذه العملية.
ويمكننا هنا أن نلخص أهم الأسباب البعيدة التي يجب أن تضعها أي مؤسسة في اعتبارها قبل أن تقدم على عملية تطوير المهارات الذهنية للعاملين فيها:
1.عملية التطوير ستساعد الموظف لكي يكون على علم بأهداف المؤسسة وما تسعى المؤسسة إلى تحقيقه، وبالتالي سيعرف الموظف كيف يمكنه أن يرتب وقته وأولوياته وأن يضاعف من إنتاجيته لكي يسل إلى تلك الأهداف.
2. عملية تطوير المهارات الذهنية أيضًا تجعل الموظفين على معرفة أفضل بسياسات العمل في الشركة، وبالتالي تقليل نسبة الأخطاء التي قد تحدث نتيجة للجهل بهذه السياسات.
3.كذلك التقليل من الثغرات والفجوات بين المؤسسة وجمهورها الداخلي أو العاملين بها.
4. مواكبة المؤسسة للتطورات التي تحدث في مجال العمل وبالتالي سلك الطرق السهلة الأكثر إنتاجية.
5. خلق موظف لديه كل المعلومات التي يحتاج إليها وبالتالي التمتع بمستوى عالي من الأداء.
6. التفكير المنطقي العقلاني والقدرة على حل المشكلات خاصة المشكلات المتكررة.
7. تحفيز لا موظف على التقدم والتطور والبراعة في عمله.
8.زيادة انتماء العاملين والموظفين للمؤسسة.
9.تحسين الآداء وزيادة الإنتاجية.
قد يمثل الأمر تحديًا للعديد من المؤسسات والجهات، ولكن النتيجة تستحق المغامرة وتستحق الجهد والمال المبذول..
تابعونا ” تطلعات” للتعرف على المزيد في مجال تطوير المهارات الذهنية.